خرج المنشد العراقي الكبير، مصطفى العزاوي عن صمته، وكشف في منتدى الشروق عن الأسباب التي دفعت به إلى تقديم استقالته من قناة "طيور الجنة" بعد أن أمضى فيها سنوات من الشهرة والتألق، مبديا كل احترامه لمشروعها القائم على رسالة تربيتها السليمة لنشء عربي مسلم. وقال ضيف الجزائر إن قناة "طيور الجنة" عرفت في المدة الأخيرة مجموعة من الاستقالات، دشنها مجاهد هشام قبل سنة، وتبعه كل من أشرف يوسف، رغد الوزّان، وحتى مخرج أشهر الكليبات هناك عمر نبيل، ثم استقالته هو شخصيا، وآخرها أسامة النسغ منذ أسبوع، وهذا ما جعل حسبه المتتبع* يطرح* السؤال* عن* كان* الخلل* في* المنشد* أم* في* الإدارة*. وتولّى العزاوي الإجابة عن هذا السؤال بالقول "إن هناك خللا كبيرا في إدارة قناة طيور الجنة، التي لا اعترض أبدا عليها كمشروع، فهي قناة للجميع، إلا أنها في البداية لما كانت تسير من قبل المالك خالد مقداد، كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام، بضوابط نسير وفقها جميعا،* وبعدها* فوجئنا* بتغييرات* أثرت* بشكل* مباشر* في* عملنا*"*. وحدّد المتحدث تأثير التغييرات بالرفض الذي كانت تلقاه الأناشيد المصوّر بسبب وبدون سبب، حيث كان بينها كليب حول الأقصى، بحجة أنه غير جدي من الناحية الفنية، فضلا عن الافكار التي ترفض جزافا، مما اضطره لعرض بعض الكليبات على فنيين ومختصين فأبدوا إعجابهم الكبير بها* ووصفوها* بالجيدة*. وكان رفض مشاركة عبد الله العزاوي ابن المنشد من ضمن الأسباب التي دفعت به لمغادرتها، حيث رفضت الإدارة أن يشارك معه ابنه في حصة "على الهوا سوا"، واعتبر ذلك جزءا من سياسة التحجيم والتقزيم التي تبنتها إدارة القناة اتجاهه، لأسباب قال "لا أعرفها، فوجدت نفسي وسط ذلك* الرفض* لكل* اقتراحاتي* أسير* في* طريق* مسدود*"*. وقال* العزاوي* إنه* اختار* الخروج* على* أحسن* صورة* *"لكي* نحافظ* على* المشروع* ولا* تكون* خلافات،* خرجنا* على* أجمل* صورة* وبكل* حبيّة* ورضى،* لأننا* غادرنا* القناة* ولم* نغادر* المشروع،* فنحن* أصحاب* رسالة*"*. وفوجئ العزاوي بإلغاء كل أعماله من القناة رغم أنه تركها من وراء ومنحهم صلاحية استخدامها، "إلا أنني فوجئت حتى صوري في على الهوا سوا لم تبق لي منها واحدة، كأنهم بذلك يمارسون سياسة الإقصاء بحقنا، فهم يريدون نزعنا من قلوب أطفال أبرياء وهذا أمر مستحيل". ولم تكتف الإدارة بذلك بل أيضا تطاولت على شخصه "كنت حريصا على أن لا أمس أي شخص بسوء بعد خروجي من القناة، إلا أنني فوجئت بعد خروجي بالتعرّض إلي بكلام وكتابات تمس بشخصي، وبعض النجوم بدؤوا يشوّهون صورتي، وهذه تصرّفات لا تليق بنا كأصحاب رسالة". وكشف المتحدث عن التحضير لقناة جدية رفقة مجموعة من النجوم اغلبهم من المستقيلين من "طيور الجنة، ستنطلق بعد ستة أشهر على أقصى تقدير، ستكون لها بداية قوية، وقد شرع في تصوير العديد من الأعمال الفنية لتعرض عليها. وسيكون* المنشد* يحيى* حوا* حاضرا* فيها* وكذا* رغد* رزان،* وستموّل* من* قبل* شركات* كبرى* من* الجزائر،* العراق* والسعودية*. قتل* فيها* 13* إماما* وخطيبا* سنيا نجوت* من* الموت* المحقق* بسبب* الفتنة* الطائفية* ببغداد* لم يخف المنشد العراقي المعروف مصطفى العزاوي قصة نجاته من التصفية الجسدية ببغداد، بل كشف أيضا أنه يستعد للعودة للاستقرار في العراق، وروى بكل أريحية كيف تم التخطيط لقتله في فتنة طائفية ببغداد، قتل فيها ثلاثة عشر إماما من السنة. كنت في العراق قبل الاحتلال إمام مسجد بمنطقة تقطنها أغلبية شيعية، وذلك فترة قبل الاحتلال، وبدأت التصفيات الطائفية، التي استهدفت بشكل خاص الرموز السنية في المنطقة، وكنت واحدا من المعنيين بهذه التصفية، وأوضح العزاوي أنه تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، كانت آخر محاولة مداهمة مباشرة لمنزله العائلي، إلا أنه من حسن حظه أنه لم يكن هناك، ووقتها تمت تصفية 13 إماما وخطيبا سنيا، وفي المرة الثانية كان العزاوي في منزل آخر لعائلته غير المنزل المجاور للمسجد، وحينها قرر الخروج من بغداد ومغادرة العراق نهائيا باتجاه الأردن، واعتزال* الإمامة* ومواصلة* الدراسات* العليا* في* القانون* والشريعة،* التي* بلغ* فيها* درجة* الدكتوراه*. وذكر* المنشد* أنه* من* فرط* ما* لاقاه* من* متابعات* وصراعات* بسبب* الطائفية* بالعراق،* *"كل* أناشيدي* أنبذ* فيها* الطائفية* المذهبية* والقومية،* لأننا* عانينا* في* العراق* وصرنا* نقتل* من* قبل* أبناء* جلدتنا*"*. وشبّه العزاوي ما عانته العراق بما عانت منه الجزائر في العشرية السوداء من تسعينيات القرن الماضي، قائلا "مررنا بظروف مثل الجزائر، عانينا منها بنفس الأداة، لذا فنحن ننبذ كل هذه الأعمال الدخيلة على المجتمع العربي الإسلامي، والتي لا تمت لا للشريعة أو العروبة أو* الدين* الإسلامي* بأي* صلة*"*. وأبدى* المتحدث* استعداده* للعودة* للعراق،* غير* محدّد* التاريخ،* رغم* كل* المعاناة* والمحن* التي* لقيها* هناك*. فرحت* للثورات* العربية* لأنها* كشفت* عن* شباب* واع عبّر مصطفى العزّاوي عن فرحه الكبير للثورات العربية، التي كشفت عن وجود وعي عربي كبير وثقافة هائلة للشباب، الذي راج عنه الانشغال بسفاسف الأمور، معلنا عن شروعه في التحضير لأعمال فنية تؤرخ لهذه الثورات. وعلّل المتحدث سبب فرحته بهذه الثورات لأنها تدعم أمله في التغيير، "فكوني أسافر كثيرا أتعرض لمشاكل في الحصول على تأشيرة الدخول في القطر العربي أكثر منها في الدول الغربية، التي منها من أحصل فيها على التأشيرة في المطار، فربما هذه الثورات تساهم في تغيير الأنظمة* التي* تكرّس* هذه* المصاعب*"*. وقال العزاوي "أأمل في التغير في الدول التي تستوجب التغيير، خاصة الأنظمة الديكتاتورية والتي يسودها النظام البوليسي، ومن يحاول محاربة العروبة، حتى أستطيع التحليق بطائرة وأدخل إلى البلدان العربية دون الحاجة إلى جواز سفر". وأشار ضيف الجزائر أن المجال الإنشادي كان السباق لاحتضان هذه الثورات والتاريخ لها، كاشفا عن مشروعه في وضع أناشيد تخص هذه الثورات العربية، مؤكدا أن رسالة المنشد سامية وتواكب الأحداث، إلا أن ضعف التغطيات الإعلامية هو الذي يغمطها حقها، وقد سبق التعرض لأسطول الحرية* والانتفاضة* في* الأناشيد* وهذا* ما* لم* نجده* في* بقية* الأنواع* الفنية*. يتم* تصويرها* برياض* الفتح سجلت* أنشودة* عن* الأمير* عبد* القادر* والإنشاد* الجزائري* متميّز* جدا* ورائع كشف* المنشد* مصطفى* العزاوي* انه* سجّل* أنشودة* عن* مؤسس* الدولة* الجزائرية* الأمير* عبد* القادر،* رفقة* ابنه* عبد* الله،* وشرع* في* تصوير* بعض* مقاطعه* بموقع* رياض* الفتح* بالمدينة* وبعض* المواقع* التاريخية* بالجزائر*. وقال ضيف الجزائر انه بعد خروجه من قناة طيور الجنة، بدأ التفكير في مجموعة من الأعمال والأناشيد من بينها أنشودة حول شخصية الأمير عبد القادر الجزائري، حيث تم تسجيلها بالاستوديوهات، ويؤديها إلى جانب ابنه "عبد الله"، وذكر أنه من خلال زيارته إلى الجزائر سيتم تصوير* بعض* مقاطعها* في* رياض* الفتح* بالمدنية* بالعاصمة* الجزائرية،* إضافة* إلى* بعض* المواقع* التاريخية* الأخرى*. وقال* إن* المراد* من* هذه* الأنشودة،* هو* ربط* الماضي* بالحاضر،* وكذا* للتعريف* بأبطال* الجزائر* للأجيال* الحالية*. وأبدى* المنشد* العراقي* إعجابه* الكبير* بالإنشاد* الجزائري،* واصفا* إياه* بالمتميّز،* مؤكدا* وجود* إمكانات* إنشادية* رائعة* ببلدنا،* إلا* أنها* تفتقر* للدعم* الإعلامي*. وقال العزاوي أن المجال الإنشادي بالجزائر متميّز جدا، وتحتوي أصواته على إمكانات رائعة، غير ان الدعم الإعلامي هو الذي لم يجعلها تشتهر كما يجب، وقال إن غياب القنوات الفضائية هو من غيّب هذه الكفاءات، لأن أغلب القنوات المغاربية تركز على الفن غير الملتزم على حساب* الأناشيد*. ولا يرى العزاوي أن اللهجة الجزائرية حاجزا أمام نجاحهم، "فلهم أن ينشدوا بلهجات أخرى، ثم أنني جربت الإنشاد باللهجة المغربية في أنشودة اللهم صلي، ولاقت رواجا كبيرا، مما يعني أن اللهجة ليست حاجزا أبدا أمام الجزائريين أو أبناء المغرب العربي". ويرى العزاوي أن اختيار الإنشاد لبلد ما يجب أن يكون على أساس قضية، "فأنا أتحفظ بالنسبة لاختيار البلد الذي أفرد له أنشودة، فهناك أولويات، أنا مثلا أنشدت لفلسطين قبل العراق، رغم أنها بلدي، أنشودتي الخاصة بالأمير عبد القادر الجزائري فيها قضية تاريخ وتراث، ولا أستغني* عنها،* لأنها* مصدر* عزّة* وفخر*". وربط المنشد أنشودة الأمير بالقضية الفلسطينية، بكشفه للأبيات الأخيرة من الأنشودة "بدنا عبد القادر في أرض فلسطين... ليرجعلنا الأقصى أولى القبيلتين"، متوسما أن يظهر من يحمل مبادئ الأمير في جوفه حتى تتحرّر بها الأراضي الفلسطينية الطاهرة. وأعرب المنشد عن موافقته تأدية أناشيد بكلمات حب، شرط أن يكون حبا عذريا "لا أرى مانعا في أن أغني للحب بشرط أن يكون حبا عذريا، وقد سبق لي أن أديت أنشودة لزوجتي وأخرى لوالدتي، فليس الحب بالضرورة لبنت الجيران". * موقف* الجزائر* من* قمة* بغداد* مشرّف* جدا* ويشار* إليه* بالبنان اعتبر* المنشد* مصطفى* العزاوي* مقاطعة* الجزائر* لقمة* بغداد* الخاصة* بجامعة* الدول* العربية،* موقفا* مشرّفا* ويشار* إليه* بالبنان،* ذلك* أنها* رفضت* الجلوس* إلى* حكومة* سمحت* بدخول* العدو* إلى* التراب* العراقي*. وعبّر العزاوي عن تعارضه مع الحكومة العراقية القائمة حاليا، "أرفض الحكومة الموجودة في العراق، لأنها تشتغل ضدّ المواطن"، ووصفها بأنها تميل إلى كفة المصالح بينها وبين إيران، لذا تكرّس الطائفية وتقوم بممارسات لاانسانية هناك، "هي حكومة فساد وقتل وطائفية بكل المعايير* والمقاييس،* وتلبّي* مصالح* إيران* بالدرجة* الأولى* دون* الشعب* العراقي*". وردّ المتحدث عن سؤال بخصوص رأيه في رفض الجزائر المساركة في قمة بغداد المؤجلة والتي تدخل ضمن دورات الجامعة العربية، بأن موقف الجزائر مشرّف جدا "إن مثل الموقف الذي اتخذته الجزائر يشار إليه بالبنان، وهو مشرّف جدا، مقارنة مع بقية الدول الأخرى، لأنها رفضت الجلوس* إلى* الحكومة* التي* سمحت* للعدو* بدخول* العراق* وتدميرها* وتحويلها* إلى* ما* هي* عليه*". وكشف* العزاوي* انه* على* الرغم* من* إقامته* الحالية* بالأردن،* إلا* أنه* لايزال* في* نفسه* شوق* للعودة* إلى* العراق،* التي* سيعود* أدراجه* إليها* في* القريب* العاجل*